هل يمكن أن تحل الأسنان المزروعة محل الطبيعية والفرق بينهما ؟ ، يجيب عنها الدكتور محمود اسماعيل
في عالم طب الأسنان الحديث، أصبحت زراعة الأسنان واحدة من أكثر الحلول شيوعًا وفعالية لتعويض الأسنان المفقودة، ولكن لا يزال السؤال يطرح نفسه: هل يمكن أن تحل الأسنان المزروعة محل الأسنان الطبيعية تمامًا؟
يجيب عن هذا السؤال الدكتور محمود إسماعيل اسشتاري طب الأسنان قائلاً:
التركيب: من الجذور حتى التاج
ويقول الدكتور محمود إسماعيل إن الأسنان الطبيعية تتكون من جذر حيوي مرتبط باللثة وعظام الفك، وتنقل الإحساس والضغط العصبي، بينما الأسنان المزروعة تعتمد على دعامة معدنية (عادة من التيتانيوم) تُغرس جراحيًا في العظم وتعمل كجذر صناعي.
وأضاف د. محمود: "الفرق هنا أن السن الطبيعي متصل بالألياف العصبية والأنسجة، في حين أن السن المزروع لا يمتلك هذا الاتصال العصبي."
الأداء الوظيفي: المضغ والنطق
ويؤكد الدكتور محمود اسماعيل أن الأسنان المزروعة تؤدي وظيفة ممتازة في المضغ وتساعد على النطق الجيد، ولكنها لا تنقل نفس الإحساس العصبي أثناء الأكل كما تفعل الأسنان الطبيعية ، بينما "السن المزروع قد لا يُشعرك بمدى قساوة الطعام بنفس الدقة، لكنه قوي وثابت، ويمنحك ثقة كبيرة أثناء الأكل والتحدث."
الشعور والانسجام مع الفم
وأشار إلى أنه بالرغم أن معظم المرضى يتأقلمون بسرعة مع الأسنان المزروعة، إلا أن السن الطبيعي يظل الأفضل من حيث التكيف الفوري مع الفم،" ، مضيفا أن زراعة الأسنان تتطلب وقتًا للتأقلم، خاصة في بداية الاستخدام."
️ المتانة والعمر الافتراضي
وأكد أن الأسنان الطبيعية - إذا اعتُني بها جيدًا - يمكن أن تدوم مدى الحياة ، أما الأسنان المزروعة، فعمرها الافتراضي يتراوح بين 10 إلى 20 عامًا، وقد تستمر أطول مع العناية.
ويُعلّق الدكتور محمود إسماعيل قائلاً: "الأسنان المزروعة قوية، لكن لا شيء يمكن أن يعوّض السن الطبيعي 100%."
ونصح الدكتور محمود اسماعيل
ورغم أن زراعة الأسنان تُعتبر من أكثر الإجراءات الطبية تطورًا في طب الأسنان الحديث، إلا أن العناية بها لا تقل أهمية عن العناية بالأسنان الطبيعية.
ويحذر الدكتور محمود إسماعيل من الاعتقاد الخاطئ أن "السن المزروع لا يتسوس" وبالتالي لا يحتاج لعناية ، قائلا : "صحيح أن الزرعة نفسها لا تصاب بالتسوس، لكنها محاطة بأنسجة وعظام يمكن أن تتأثر بالتهابات لثوية خطيرة إذا لم تُعتنَ بها بالشكل الصحيح."
روتين العناية اليومي: لا مجال للتكاسل!
ويؤكد الدكتور محمود أن تنظيف الأسنان المزروعة يجب أن يكون بنفس دقة تنظيف الأسنان الطبيعية، وربما أكثر ، كالأتي :
1. التفريش مرتين يوميًا
"استخدم فرشاة ناعمة ومعجون يحتوي على الفلورايد، ونظف اللثة المحيطة بالزراعة بلطف لكن بانتظام."
2. الخيط الطبي والماء الفموي
"الخيط هو بطل العناية بالزراعة، لأنه يمنع تجمع البكتيريا بين الزرعات والأسنان المجاورة ، أما جهاز الغسول المائي (Water Flosser)، فهو صديق مثالي للزرعات"
3. استخدام غسول فم مضاد للبكتيريا
"مرة يوميًا على الأقل، يساهم في تقليل التهابات اللثة حول الزرعات."
4. زيارات دورية لطبيب الأسنان
"المتابعة كل 6 شهور ضرورية لفحص الزرعات وتنظيفها العميق، حتى لو لم تشعر بأي ألم."
5. تجنب العادات السيئة
مثل فتح العلب بالأسنان، أو قضم الأشياء الصلبة (زي الثلج أو أقلام الرصاص!).
"
"أخطر شيء يهدد نجاح الزراعة هو التهاب الأنسجة المحيطة بها، ويبدأ بأعراض بسيطة مثل نزيف اللثة أو رائحة كريهة، وينتهي بفقدان الزرعة إذا لم يُعالج مبكرًا."