د. حسام سالم : اضطراب " ADHD " يتطلب تقييم وإجراءات شاملة للعلاج
استشاري الطب النفسي حذر من مخاطر تأخر علاج "نقص الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال"
د. حسام سالم : اضطراب " ADHD " يتطلب تقييم وإجراءات شاملة للعلاج
-اعراض الاضطراب تأخذ شكل ملموس عند الاطفال ومن السهل ملاحظتها
-قدرة الطفل على ممارسة بعض الالعاب لساعات طويلة لا يعني ان الطفل غير مصاب بالاضطراب
-كثير من المضاعفات تترتب على تاخر علاج المرض وأبرزها تاخر التحصيل الدراسي
-سوء الفهم لطبيعة المرض يؤثر على سلوك الطفل الاجتماعي وادائه اليومي
كشف استشاري الطب النفسي ، عضو الجمعية الأوروبية للطب النفسي الدكتور حسام سالم إن نسبة الاصابة بمرض نقص الانتباه هوفرط الحركة عند الأطفال ADHD تترواح نسبته عالمياً بين 5 إلى 10 % من أطفال المدارس مع ملاحظة ان المرض يصيب الذكور أكثر من الفتيات
وأوضح الدكتور سالم في لقاء صحفي أن أعراض المرض تظهر على الطفل منذ مرحلة الطفولة المبكرة ، حيث يصعب عليه الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة ،بل يبدو دائم الحركة و التي تأخذ اشكال متعددة كالحركة من مكان لاخر او الجري أو القفز كما قد يظهر سلوكًا صاخبًا الى جانب عدم القدرة على الإنخراط في النشاطات الهادئة
وأشار الى ان هذه الأعراض عادة ما يصاحبها دلالات علي ضعف التركيز وقلة الإنتباه ،والتشتت والنسيان الملحوظ للدروس المدرسية أوكثرة فقد الطفل لاغراضه الدراسية وعدم قدرته علي إنهاء المهام والواجبات المطلوبة منه وضعف قدراته التنظيمية
وأوضح ان خيارات العلاج لهذا الاضطراب يتطلب مجموعة شاملة من الإجراءات خلال مراحل العلاج المختلفة سواء السلوكي أو الدوائي ، ولمزيد من التفاصيل في اللقاء التالي :
▪️في البداية هل يمكن تسليط الضوء على أعراض إصابة الطفل بمرض نقص الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال ADHD ؟
في هذا السياق دعني أشير الى نقطة هامة وهي أن أعراض مرض ADHD قد يبدو من السهولة على الاباء والامهات ملاحظتها لانها تأخذ شكل ملموس ومن بين أبرز هذه الاعراض :
-صعوبة الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة
-ديمومة الحركة أو الحركة المفرطة التي تأخذ اشكال متعددة مثل كثرة التنقل من مكان لاخر او الجري أو القفز
-عدم القدرة على الإنخراط في النشاطات الهادئة
-سيطرة السلوك الصاخب على تصرفاته في معظم الاوقات
-ضعف التركيز وقلة الإنتباه ،والتشتت والنسيان الملحوظ للدروس المدرسية أو لاغراضه الدراسية
-عدم قدرة الطفل علي إنهاء المهام والواجبات المطلوبة منه وضعف قدراته التنظيمية
-الاندفاعية والتهور وكثرة الكلام ومقاطعة الكبار عند التحدث وعدم الصبر على طلباته
▪️ماذا عن أبرز مضاعفات المرض ؟
في الحقيقة كثير من المضاعفات تترتب المرض لعل من بين أبرزها :
-تأخر الطفل في التحصيل الدراسي وانخفاض علاماته الدراسية بالرغم من ذكائه
-شعور الطفل بالإحباط وانخفاض ثقته بذاته
-التاثير السلبي علي سلوك الطفل الاجتماعي
وصعوبة تكوين الصداقات
-بدء مصاحبة النماذج السيئة التي تتقبله وتعلم السلوكيات الخاطئة مثل التدخين المبكر.
▪️عدم إدراك طبيعة الاعراض التي يعانيها الطفل المصاب بمرض ADHD الى ماذا يؤدي ؟
للأسف بسبب سوء الفهم لطبيعة المرض يوجه الوالدين أو حتى المعلمين النقد أو اللوم للطفل المصاب أو حتى توبيخه رغم ان ذلك خارج عن ارادته إذ قد يتم اتهامه بالاهمال والكسل و سوء الأدب دون إدراك لطبيعة الحالة المرضية التي يعاني منها ، وهذا بدوره يمكن أن يؤثر على سلوك الطفل الاجتماعي وادائه اليومي .
لكن كيف يمكن ان يؤدي مرض ADHD إلى تأخير تحصيل الطفل وضعف علاماته الدراسية رغم ذكائه ؟
-نتيجة ان الطفل المصاب بهذا المرض ، أكثر عرضة لنسيان ما تم استذكاره و نظراً لحالة الاندفاع أو التسرع عنده نجده قد يجيب على السؤال حتى دون إكمال قراءته ما يترتب عليه حدوث أخطاء في إجاباته ، ما يؤدي بالطفل وأهله للشعور بالإحباط وانخفاض ثقة الطفل بذاته .
▪️كيف يتراجع مستوى الطفل الدراسي المصاب بمرض ADHD ؟
-الطفل الذي يعاني هذه الحالة كثيراً ما يكون شارد الذهن ومن السهل تشتت انتباه ، فمثلا عند وجوده بالفصل الدراسي ، نجده قد ينتبه لاي صوت بجواره ، وتجاهل أو ترك شرح المعلم وعليه تصبح معلوماته متقطعة أو غير مكتملة ، وبالتالي يقل التحصيل الدراسي لديه بخلاف الطفل الطبيعي الذي يتجاهل عقله المحفزات الخارجية والتركيز مع شرح المعلم.
▪️من خلال خبرتكم الواسعة في التعامل مع حالات مرض ADHD هل يحدث بعض اللبس في ذهن الاباء أو الامهات حيال بعض اعراض المرض ؟
-هذا سؤال جيد للغاية فكما ذكرت منذ قليل ان من السهل ملاحظة اعراض هذا المرض لكن لان كثير من السادة أولياءالامور كثيراً ما يتساءلون " كيف يكون طفلي مصاب بمرض ADHD ولديه القدرة علي الجلوس ولعب البلاي ستيشن لساعات وساعات ؟" وهذه فرصة لتوضيح هذه النقطة الهامة إذ على الرغم من أن الطفل يعاني من صعوبة التركيز وسهولةالتشتت وعدم الإنتباه ، إلا أنه لديه القدرة الجلوس للعب أمام " البلاي ستيشن " أو مشاهدة الكرتون لفترات طويلة ، وذلك لأن البلايستيشن أو الكارتون عبارة عن مقاطع صغيرة ، وتمنحه المكافأة السريعة في صورة دفقات دوبامين في المخ ، فعندما يفوز يشعر بالفرحة والإنتصار والرضا ، وهذا لا يتنافى مع فقدانه التركيز والقدرة علي الإنتباه في الأمور الأقل إثارة لشغفه مثل الدراسة .
▪️لكن ماذا عن سبل تشخيص المرض ؟
-في الحقيقة يتطلب تشخيص المرض تقييم شامل للأعراض وتاريخ الحالة المرضية ، من خلال مقابلات مع الأهل وتقصي المعلومات حول أداء الطفل الدراسي والسلوكي بالمدرسة وتقييم ذلك استناداً الى التقارير الدراسية ، الى جانب الوقوف بشكل دقيق على سلوك الطفل في مختلف البيئات وخلال مراحل عمره
▪️هل من نصائح معينة للتعامل مع المرض؟
-كثير من النقاط التي ينبغي مراعاتها عند التعامل مع الطفل المريض لعل أبرزها :
-تنظيم الوقت وإدارة المهام وهو ما يعد ركيزة اساسية للتعامل مع المرض
-تحديد جدول زمني محدد لإكمال المهام والمهام اليومية.
-تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرة ، لتحقيق التركيز والتقدم التدريجي.
-وضع جو ملائم للتركيز، مثل إزالة أي مشتتات من البيئة وتقليل الضوضاء المحيطة.
-استخدام الأدوية والعلاجات السلوكية للمساعدة في إدارة الاضطراب
- اعطاء وقت اضافي في الاختبارات في المدرسة
- البحث عن الدعم العاطفي والاستشاري من المهنيين المتخصصين لمساعدة المصابين بالمرض
-تقليل الإنتقادات خاصة أمام الأخرين ، واختيار الوقت المناسب للتوجيه
-مكافاة السلوك الجيد مع وضع اهداف سهلة قريبة ومكافأة الطفل لتحسين ثقته بنفسه .
▪️في الختام ماذا عن طرق العلاج للاضطراب ؟
-خيارات العلاج لإضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط تتضمن مجموعة شاملة من الإجراءات وتشمل:
-العلاج السلوكي ، ويستهدف تحسين وتعديل سلوك الشخص المصاب بالإضطراب ، ويشمل هذا العلاج تحديد الأهداف للتحكم في التشتت وتعزيز الانتباه.
-العلاج الدوائي ، ويلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية في بعض الحالات للتحكم في أعراض الاضطراب ، والتي تختلف وفقًا للحالة الفردية والتحسين المطلوب. وعادةً ما تكون نتائج العلاج الدوائي واضحة في تحسين التركيز وتقليل الحركة الزائدة وتحسن الدرجات الدراسية بشكل جلي وتفادي تطور الحالة.
وهنا أود التركيز علي أهمية توفير الدعم المناسب للطفل وتنسيق العلاج بشكل منتظم بين الأهل والمعلمين لتحقيق أفضل النتائج وذلك عبرإنشاء بيئة تعليمية ملائمة للتعامل بوعي مع الطفل المصاب بالمرض وذلك خلال مراحل العلاج المختلفة سواء السلوكي أو الدوائي