كل ما تريد معرفته عن منهج مونتيسوري لتعليم الأطفال
يعتبرمنهج المونتيسوري ومبادئه أحد المناهج والطرق المستخدمة في تعليم الأطفال ، والذي يعتمد على توفير بيئة تربوية آمنة تعمل على تحقيق النمو الشامل للطفل وفقا لقدراته وميوله الفردية.
ويرى منهج المونتيسوري التعليم بأنه غاية وخدمة الحياة البشرية ، بحيث يكون التعليم متماشياً مع طبيعة الطفل وجوهره ، وأن يستند على دراسة علمية للطفل وفهم عميق لعمليات التطور والتعلم لديه
وتحدثنا ريم صابوني موجه مونتيسوري معتمد من مؤسسة ميبي الامريكية ومدرب دولي في الطفولة والأمومة ، عن النظام التعليمي العالمي لمنهج المونتيسوري وتأثيره على تربية الطفل ، وقالت إن منهج المونتيسوري أسسته الدكتورة ماريا مونتيسوري، معلمة ومربية مشهورة عالمياً، وهي أول طبيبة إيطالية اتبعت الطريقة العلمية في التعليم من خلال الملاحظة والمراقبة، التجارب، البحث العلمي من خلال دراسة تطور الأطفال وآلية تعليمهم.
وللمنهج نقاط أساسية يرتكز عليها هي: التركيز على حرية الطفل واستقلاليته، احترام النمو النفسي والبيولوجي للطفل، تعليم أطفال من أعمار مختلفة معا من سن 3 إلى 9 سنوات، استخدام الحواس كلها في التعلم
ماهو منهج مونتيسوري
وكطبيبة عرفت الدكتورة ماريا مونتيسوري أن كثيراً من المشاكل التي يعاني منها الأطفال الذين عملت معهم كانت تعليمية أكثر من أن تكون طبية. وأثناء ممارستها لمهنتها أدركت أن الأطفال لم يكونوا يصلون إلى قدراتهم الكامنة وذلك لأن التعليم لم يكن مصمماً على أسس علمية.
وقد بدأت بدراسة تطور الأطفال وآلية تعلمهم من خلال (المراقبة والتجربة). ومن هنا توصلت إلى العديد من الاكتشافات المبكرة .
طريقة مونتيسوري في تعليم الأطفال
واضافت ريم صابوني أن مونتيسوري قد أدركت أن لعب الأطفال في الواقع ما هو إلا عمليه تطور ، وأن الاطفال في الحقيقه يملكون دافعا طبيعيا من أجل التطور واكثر من ذلك ، فإن مهمة الطفل العظيمة هي العمل حتى يصبح بالغا ، موضحة أن الحرية هي هدف وليست نقطة بداية ، والطفل الحر هو القادر على تطوير قدراته الكامنة وعلى حل مشكلاته بنفسه كما انه قادر على تلبية الإرشادات وتقبلها عند الضرورة .
أما الطفل غير المنضبط وغير المدرب فهو ينساق لأهوائه وحالاته النفسية ويعتمد على الآخرين أكثر من اللازم ، وبالطبع إن الطفل الحر يكبر ليصبح بالغاً حراً.
مفهوم مونتيسوري للإنضباط
وأشارت " ريم صابوني " إلى أن النظام المونتيسوري يقوم على أساس التحكم بالإنضباط الذاتي لدى الطفل كما يسمح بتطوير وتغيير تصرفاته من خلال جذب اهتماماته ورغباته ضمن بيئه مونتيسوري المعده بعناية ، حيث ذكرت " المونتيسوري " أن كثيرا من الأطفال الذين يعتقد بأنهم غير منضبطين يكونون في الواقع محبطين عدم وجود التحفيز المناسب ضمن بيئة غير مناسبة وسوف يصبحون سعيدين ومسيطرين على أنفسهم بعد فترة من الوقت في صف المونتيستوري .
بماذا يتميز برنامج المونتيسوري ؟
وأوضحت ريم صابوني أن برنامج المونتيسوري مختلف عن باقي البرامج التعليمية بعدة طرق ، حيث يعلم أو يلقن الأفراد كما المجموعات حيث انه في كثير من الصفوف الاعتيادية تقدم الدروس للصف كله وأحيانا لمجموعات صغيرة ، بينما في مدرسة المونتيسوري قلبت القاعدة العامة ، حيث يقدم المعلم أو المعلمة الدروس للأطفال بشكل منفرد ، ويكون بإمكان الأطفال الأخرين المراقبة في حاله كونهم مهتمين ، وفي الوقت نفسه انه من الضروري ان يشعر الأطفال بإنهم جزء من المجموعة ويتعلمون أن يكونوا عنصر مساهم من خلال العمل اكثر من الاستماع.
و في فصل المنتسوري يتعلم الأطفال من خلال التدريب على أدوات تعليميه وهي تجسد المبادئ التي يجب ان تتقن او تتعلم من قبل الاطفال ، فمثلا عندما يتعلم الاطفال الأشكال الهندسية كالمثلثات ، المربعات ، الدوائر ، يتعرفون عليها من خلال أشكالها الحقيقية او يستخدمونها من خلال ابتكار التصاميم .
وأكدت أن منهج مونتيسوري واسع النطاق أكثر ويطور كلا من :
- قدرة الطفل العقلية.
- قدرته في السيطرة على الحركة .
- استعمال حواسه (تطور الملاحظة أو البصيرة).
- التفكير ( تطور الإدراك).
- عزيمته ( التطور الإرادي) .
- وعيه وإدراكه وسيطرته على عواطفه (التطور العاطفي).
- استعمال اللغة (تطور اللغة).
- آلية الحصول على الأصدقاء و أن يكون عضواً مساهماً في المجموعة (التطور الاجتماعي) .
- القدرة على التمييز بين التصرف الحسن والتصرف السيء (التطور الأخلاقي)
التركيز على تعليم المهارات، وتطوير الطفل اجتماعياً، عاطفياً، أخلاقياً وإرادياً.
وأشارت إلى أن تعليم المونتيسوري يعتمد على تصميم غرفة خاصة بأدوات المنتسوري ، وهي منظمة لتؤمن الراحة للطفل لتعلم أي شيء ، كما إنها مصممة ومنظمة بشكل مميز ليظهرها مثيرةً للانتباه ومرتبةً.
كما أن الأدوات في فصل المونتيسوري مصممة بعناية من خلال أبحاث لتناسب الإحتياجات المطورة وصفات وقدرات الطفل .
وقالت : المعلمين في المونتيسوري مهيئين لتعليم الاحترام والقيم الإيجابية ويتجسد ذلك من خلال أسلوب تعليمهم.
وأضافت ريم صابوني أن برنامج المونتيسوري يهدف إلى بناء شخص بالغ كفء ومقتدر، ولذلك فإنه يرى أن المكافأة والعقاب هو مجرد وسائل ، أما التطور والتعليم الشخصي فهي دوافع كافية
وإنطلاقاً من ذلك فإنه لا يجب أن نجذب الأطفال من خلال الوهم أو الخيال،ولا بإستخدام الألوان البراقة أو الحيل.
وهذة الأموريمكن أن تعزل الأطفال عن واقعهم ، وقد رأت مونتيسوري أن مخيلة الأطفال تتطورمن خلال التجربة الحقيقية ، والتعمق في المعرفة وحرية الفرد في استخدام عقله .
كيف يفيد تعليم المونتيسوري الأطفال ؟
قالت ريم صابوني أن العديد من التجارب والأبحاث تشير إلى أن الأطفال الذين يتعلمون في مدارس المونتيسوري هم أطفال أكفاء، منضبطين نفسياً، متأقلمين اجتماعياً وسعداء ، من خلال :
الكفاءة: الأطفال في مدارس المونتيسوري هم غالباً فوق المستوى في مهاراتهم الأساسية، وبسبب اتخاذ التعليم الشمولي مبدأً في مدارس المونتيسوري فإن الأطفال المنتسبين إليها هم غالباً واسعي الاطلاع في شتى المجالات.
الإنضباط الشخصي للأطفال : الذي ينتهج منهج المونتيسوري معروفين بالإنضباط الشخصي ، ويختارون العمل بأنفسهم وينغمسون به لمدة طويلة ، كما يتعاملون مع المواد والأشياء بإحترام ، مظهرين صبرا أو قدرة على الجلوس لأوقات طويلة .
التأقلم الاجتماعي: أطفال مونتيسوري يتعاملون مع الزائر بشكل ودي ومتعاون، الصف هو مجتمع مرح حيث يساعد الأطفال بعضهم البعض، ضمن جو من العادات الاجتماعية التي هي أيضاً من منهج مونتيسوري الدراسي.
السعادة: معظم أهالي الأطفال في مدرسة مونتيسوري يذكرون مدى حب أطفالهم للمدرسة.