وليد سلامة الاستشاري التربوي : المدرسة يجب أن تكون مساحة حب ، حتى لا تتحول إلى سجن

وليد سلامة الاستشاري التربوي : المدرسة يجب أن تكون مساحة حب ، حتى لا تتحول إلى سجن

في المجتمعات التي تطمح إلى بناء أجيال مبدعة وواثقة، لا يُفترض بالمدرسة أن تكون مجرد مبنى يضم صفوفًا ومناهج، بل يجب أن تتحول إلى مساحة حب وأمان نفسي؛ إلى مكان يجد فيه الطفل احتواءً يعزز نموه ويقوّي شعوره بالانتماء.


لكن حين يغيب هذا البعد الإنساني، ويتحوّل اليوم الدراسي إلى ساعات من الصمت الإجباري والعقاب، تصبح المدرسة أقرب إلى سجن تربوي يخسر فيه الطفل شغفه ودافعيته وقدرته على التعبير.

المدرسة ليست جدرانًا… بل مشاعر تسبق الدروس

يؤكد وليد سلامة أن نجاح المدرسة لا يُقاس فقط بعدد الطلاب المتفوقين، بل بقدرتها على أن تكون كل صباح مكانًا يشعر فيه الطفل بأنه مرحّب به ومفهوم ومحبوب.


فالتعلم الحقيقي، كما يوضح، لا ينمو إلا في ظل الأمان العاطفي. فالطفل الذي يثق بالبيئة من حوله يجرؤ على السؤال، ويجرب، ويخطئ، ويتعلم.

ويقول الاستشاري التربوي إن التعلم لا ينمو في بيئة الخوف ، بل في بيئة الحب."

حين يغيب الحب… يتحول النظام إلى قيد

يشير  وليد سلامة استشاري تربوي  إلى أن بعض المدارس تخلط بين الانضباط والصرامة المبالغ فيها،  ويُستبدل الحوار بالأوامر، والنقاش بالعقاب.
في هذه اللحظة يبدأ الطفل في النظر إلى المدرسة كعبء يومي، ويعيش داخلها بشعور دائم بأنه مراقَب ومهدَّد، لا شريك في عملية تعليمية.

ويحذر من أن هذه البيئة تترك آثارًا خطيرة، أبرزها:

  • تراجع ثقة الطفل بنفسه.

  • خوف من التجربة والمبادرة.

  • ميل لإخفاء الأخطاء بدل التعلم منها.

  • رغبة في الهروب من المدرسة بدل الانتماء إليها.

الحب ليس تدليلًا… بل فهمًا وتقديرًا

يفصل  الاستشاري التربوي الدكتور وليد سلامة بين “الحب التربوي” وبين “التدليل”. فالحب يعني أن يشعر الطفل بأن صوته مسموع، وأن يُعامل باحترام حتى عندما يخطئ، وأن يجد معلمًا يفهم شخصيته ويقدّر محاولاته ، أما التدليل فهو غياب للحدود وتبرير للأخطاء، وهو على النقيض من التربية الصحية.


ويؤكد أن القواعد العادلة لا تكون فعالة إلا عندما تُطبَّق بقلب يفهم الإنسان قبل أن يحاسب السلوك.

كيف نجعل المدرسة مساحة حب؟ 

يقترح  وليد سلامة مجموعة خطوات عملية للتحول من المدرسة الجامدة إلى المدرسة الإنسانية:

  1. تدريب المعلمين على مهارات الذكاء العاطفي.

  2. خلق أنشطة يومية تعزز الروابط مثل دوائر النقاش والعمل الجماعي.

  3. التخلي عن ثقافة العقاب المهين، والاعتماد على التوجيه الإيجابي وتعديل السلوك.

  4. بناء تواصل مستمر مع الأسرة لضمان شراكة حقيقية.

  5. جعل المدرسة مكانًا جميلًا بصريًا ونفسيًا، بألوان مبهجة ورسائل إيجابية ومساحات مفتوحة.

المدرسة التي نحتاجها لأطفالنا

وأكد الاستشاري التربوي وليد سلامة أن "الطفل الذي يجد الحب في مدرسته ، لن يخاف من التعلم، ولن يخاف من الحياة ، فالمدرسة ليست مكانًا يُحتجز فيه الطفل حتى نهاية اليوم، بل هي المساحة الأولى التي يبني فيها الإنسان ذاكرته وثقته وصورته عن ذاته ، وبقدر ما نزرع فيها حبًا وأمانًا، نصنع جيلًا قادرًا على الإبداع والقيادة ، أما إذا تُركت لتتحول إلى سجن، فنحن نغلق بأيدينا باب المستقبل.

مقالات مشابهة

أضف عيادتك الآن مع أفضل أطباء مصر