مع دخول الشتاء.. د. محمد إبراهيم يحذر من إهمال آلام الأذن: التهابات تمتد لعضم الجمجمة وتهدد حياة مرضى السكري
مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب فصل الشتاء، تزداد شكاوى الأطفال والكبار من آلام الأذن، وهي أعراض قد تبدو بسيطة في بدايتها، لكنها قد تتحول إلى تهديد حقيقي للصحة إذا أُهملت، خاصة لدى مرضى السكري.
وفي تصريحات خاصة لموقع دكتورز جايد، أكد الدكتور محمد إبراهيم، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، أن فصل الشتاء يُعد موسمًا شائعًا لالتهابات الأذن بسبب زيادة عدوى الجهاز التنفسي، والعادات الخاطئة في التعامل مع الأذن.
الشتاء يزيد التهابات الأذن.. والأطفال الأكثر عرضة
وأوضح د. محمد إبراهيم أن الأطفال يمثلون الفئة الأكثر عرضة لالتهابات الأذن الوسطى، نظرًا لعدم اكتمال نمو القنوات الأنفية والأذنية لديهم، الأمر الذي يسهل انتقال العدوى.
وأضاف: "مع كل نوبة برد أو التهاب جيوب أنفية، ترتفع احتمالات وصول الالتهاب إلى الأذن الوسطى، ما يسبب ألماً شديداً قد يصاحبه ارتفاع في الحرارة أو ضعف مؤقت في السمع."
وأشار إلى أن التأخر في العلاج يؤدي أحيانًا إلى تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، وهو ما يستدعي التدخل الطبي السريع لتجنب مضاعفات طويلة المدى.
وأكد د. محمد إبراهيم أن البالغين أيضًا قد يعانون من التهابات الأذن، نتيجة الحساسية، التدخين السلبي، ضعف المناعة أو التهابات الحلق والجيوب الأنفية.
وقال: "هناك اعتقاد خاطئ بأن ألم الأذن مجرد عرض بسيط مرتبط بالبرد، بينما الواقع أن الأذن قد تكون مؤشرًا لالتهابات أعمق في الرأس أو مشاكل في الفك أو الأعصاب."
تحذير خاص لمرضى السكري: التهاب خطير قد يصل إلى عظم الجمجمة
وشدد استشاري الأنف والأذن والحنجرة على أن مرضى السكري هم الفئة الأكثر عُرضة لمضاعفات التهابات الأذن، مشيراً إلى نوع خطير من الالتهابات يُعرف بـ التهاب الأذن الخبيث (Malignant Otitis Externa)، وهو التهاب بكتيري شديد يمكنه أن يمتد من قناة الأذن الخارجية إلى عظام الجمجمة.
وقال: "هذا النوع من الالتهابات لا يستهان به، لأنه قد يسبب تدميرًا تدريجيًا للعظام المحيطة بالأذن، وقد يصل إلى الأعصاب القحفية، وفي حال إهماله قد يشكل خطراً على حياة المريض."
وأوضح أن هذا الالتهاب يبدأ عادة بألم شديد لا يتحسن، وإفرازات مستمرة من الأذن، مع شعور بحرارة موضعية، وقد يعاني المريض من ضعف في حركة الوجه إذا تأثرت الأعصاب.
متى تزور الطبيب دون تأجيل؟
وحذر د. محمد إبراهيم من تجاهل الأعراض، مؤكدًا ضرورة التوجه فورًا للطبيب في الحالات التالية:
ألم أذن لا يستجيب للمسكنات خلال 48 ساعة.
خروج إفرازات ذات رائحة.
ضعف السمع المفاجئ.
ارتفاع الحرارة مع ألم الأذن.
عند مرضى السكري: أي ألم أذن مستمر أو التهاب متكرر.
وأوضح أن علاج التهابات الأذن قد يشمل مضادات حيوية، نقطًا للأذن، مضادات احتقان، أو شفط السوائل عند الأطفال.
أما في حالة الالتهاب الخبيث، فيكون العلاج بالمضادات الحيوية القوية عبر الوريد، مع متابعة دقيقة بالتصوير الطبي.
واكد على ضرورة متابعة مرضى السكري خصوصًا والمراقبة المستمرة لنسب السكر أثناء العلاج، لأن أي ارتفاع قد يفاقم الالتهاب."
نصائح للوقاية مع قدوم الشتاء
ووجه د. محمد إبراهيم عدد من النصائح لتقليل الإصابة بآلام الأذن:
التحكم الجيد في مستوى السكر لمرضى السكري.
علاج النزلات البردية والتهابات الجيوب مبكرًا.
تجنب إدخال أي أدوات أو أعواد قطنية داخل الأذن.
حماية الأذن من الهواء البارد المفاجئ.
الاهتمام بتدفئة الأطفال وتناول السوائل الدافئة.
وأكد أن الوعي المبكر بالأعراض وطلب المساعدة الطبية في الوقت المناسب قد يمنع مضاعفات خطيرة، خاصة في موسم الشتاء الذي يشهد ارتفاعًا واضحًا في هذه الحالات
