من الألم إلى الابتسامة.. لماذا أصبحت التركيبات ضرورة طبية وليست رفاهية ؟ د. محمود إهاب يجيب
في ظل التطور المتسارع الذي يشهده قطاع طب الأسنان عالميًا، برزت التركيبات السنية كأحد أهم حلول استعادة الشكل الجمالي والوظيفي للفم.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور محمود إهاب، أخصائي طب الأسنان، أن هذا المجال أصبح أكثر دقة وتطورًا من أي وقت مضى، بعد دخول التكنولوجيا الرقمية ومواد الجيل الجديد التي أحدثت نقلة استثنائية في النتائج وسرعة التنفيذ.
ويؤكد الدكتور محمود إهاب أن التركيبات لم تعد خيارًا تجميليًا فقط، بل أصبحت جزءًا رئيسيًا من منظومة العلاج الصحي المتكامل، مشددًا على أن إهمال الأسنان المفقودة أو التالفة قد يقود لاحقًا إلى مشكلات بالفك واللثة، واضطرابات في المضغ، وتغيرات واضحة في ملامح الوجه.
تطور المواد المستخدمة: من البورسلين التقليدي إلى الزيركون والإيماكس
وأشار د. محمود إهاب إلى الدور المحوري لتطور المواد المستخدمة في التركيبات، موضحًا أن الجيل الجديد من الزيركون والإيماكس أصبح يقدم صلابة مذهلة مع شفافية عالية تمنح مظهرًا طبيعيًا يكاد يُميّز عن الأسنان الأصلية.
ويقول:
ولفت إلى أن التركيبات الحديثة مقاومة للتآكل والتصبغات بدرجة كبيرة، ما يجعلها خيارًا مثاليًا للمرضى الباحثين عن حل دائم وفعّال.
التكنولوجيا الرقمية.. دقة ميكروسكوبية تغيّر قواعد اللعبة
يوضح د. محمود إهاب أن دخول التكنولوجيا الرقمية إلى علاج الأسنان أحدث تحولًا جذريًا في كيفية تصميم وتنفيذ التركيبات، اعتمادًا على:
الماسحات الضوئية (Intraoral Scanners)
برامج التصميم ثلاثي الأبعاد CAD/CAM
أفران التلبيد المتقدمة
تقنيات الطباعة والتصنيع الرقمية
ويضيف:
ويشير إلى أن التكنولوجيا تتيح للمريض رؤية شكل تركيبه النهائي قبل بدء التصنيع، ما يوفر درجة أعلى من الرضا ويقلل احتمالات الحاجة للتعديل بعد التركيب.
لماذا التركيبات ضرورة وليست رفاهية؟
يشرح د. محمود إهاب أن فقدان الأسنان يسبب سلسلة من المشكلات التدريجية، أبرزها:
ميل الأسنان المجاورة نحو الفراغ، مما يؤدي لاضطراب الإطباق.
انحسار اللثة وتآكل العظم الداعم.
صعوبة المضغ وتأثيره على الهضم والصحة العامة.
تغير نبرة الكلام ومخارج الحروف.
انكماش ملامح الوجه بسبب فقد الدعم العظمي.
ويقول:
بين الثابت والمتحرك.. ومتى يلجأ الطبيب لكل نوع؟
يوضح د. إهاب أن اختيار نوع التركيبة يعتمد على تقييم دقيق للحالة، وليس على رغبة المريض فقط. فالتركيبات الثابتة—سواء كانت على الأسنان أو على الزراعة—تعد الحل الأمثل لمن يبحث عن أعلى درجات الثبات والراحة.
بينما تظل التركيبات المتحركة خيارًا علاجيًا في حالات معينة، مثل:
ضعف العظم
غياب الدعامات
اعتبارات اقتصادية
حالات طبية لا تسمح بالزراعة
ويضيف:
الابتسامة كمرآة للصحة النفسية والاجتماعية
يشدد د. محمود إهاب على أن تحسين الابتسامة لم يعد مجرد جانب جمالي، بل أصبح جزءًا من الصحة النفسية والاجتماعية، موضحًا أن الكثير من المرضى يعانون من خجل شديد يمنعهم من الضحك أو التحدث بثقة بسبب مشكلات الأسنان.
ويتابع:
نصائح ذهبية قبل اتخاذ قرار تركيب الأسنان
وقدّم د. محمود إهاب محمود مجموعة من الإرشادات المهمة لضمان نجاح العملية:
إجراء فحص شامل للأسنان واللثة وصور الأشعة قبل أي خطوة.
مناقشة الطبيب حول أنواع المواد وتكلفتها وفترة عمرها الافتراضي.
الالتزام بتنظيف التركيبة يوميًا باستخدام الفرشاة والخيط.
زيارة الطبيب كل 6 أشهر للتأكد من سلامة التركيبة واللثة والعظم.
يؤكد د. محمود إهاب أن نجاح التركيبات السنية لا يعتمد على مهارة الطبيب فحسب، بل على التزام المريض بتعليمات العناية والمتابعة.
ويقول:
