لماذا يجب أن نختار كلماتنا مع أطفالنا بعناية؟.. نصائح تربوية مهمة للدكتور وليد سلامة
"الكلمة الطيبة صدقة ، وهي عند الأطفال حياة"... بهذه العبارة يلخّص الدكتور وليد سلامة الاستشاري التربوي وتعديل السلوك رؤيته لأهمية تأثير الكلمات التي يسمعها الطفل في سنواته الأولى، ودور التربية الوالدية في تشكيل وجدانه وبناء شخصيته.
الكلمات.. طاقة تبني أو تهدم
يقول الدكتور سلامة وليد سلامة، الاستشاري التربوي وتعديل السلوك إن الدراسات الحديثة في علم النفس التربوي أثبتت أن الكلمات التي يتلقاها الطفل من والديه أو المحيطين به، لا تقتصر آثارها على لحظتها، بل تترك بصمة طويلة الأمد على مشاعره وصورته الذاتية.
ويضيف: *"عبارة واحدة مثل: أنت شاطر، أو: لن تنجح أبدًا، يمكن أن تغير مسار الطفل بالكامل، فهي إما تعزز ثقته بنفسه وتحفّزه على الإنجاز، أو تزرع داخله الشعور بالعجز والرفض" .
بين التشجيع والتوبيخ.. أين يقف الوالدان؟
يشير الدكتور سلامة إلى أن كثيرًا من الآباء والأمهات لا يدركون حجم التأثير النفسي للكلمات التي يوجهونها لأبنائهم في مواقف الحياة اليومية، معتبرين أن التوبيخ والانتقاد وسيلة للتقويم.
ويتابع : التوبيخ المستمر بصيغة سلبية يحطم الطفل داخليًا حتى لو بدا مطيعًا، بينما التشجيع بصيغة إيجابية يعلّمه المسؤولية ويقوّي عزيمته ، فعند ارتكاب الطفل خطأ ما، بدلاً من قول: أنت فاشل، لا تتعلم شيئًا ، يمكن القول: "أنت ذكي، لكنك تحتاج أن تحاول مرة أخرى وسأساعدك "
التربية الواعية.. أساس الصحة النفسية
ويؤكد الدكتور وليد سلامة أن تربية الوالدين الواعية تقوم على فهم أن كل كلمة، وكل نبرة صوت، وكل تعبير وجه ينعكس على وجدان الطفل. ويضيف: "نحن نزرع في أبنائنا شعورهم بالقيمة من خلال كلماتنا. إذا أردناهم أقوياء، فلنبدأ بالكلمات الدافئة، وإذا أردناهم أسوياء، فلنتجنب الكلمات الجارحة".
وينصح الأسر بالتحلّي بالصبر، والتعلّم المستمر لأساليب التربية الإيجابية، والابتعاد عن المقارنات المؤذية بين الأطفال، أو إطلاق أوصاف سلبية عليهم، مثل: *"كسول" أو "عنيد" أو "غير مجتهد"*، فهي كلمات تحفر ندوبًا يصعب محوها.
رسالة للآباء والأمهات
ووجه الدكتور وليد سلامة رسالة لكل أب وأم: كونوا لطفاء مع أبنائكم، فالكلمات الطيبة اليوم هي الاستثمار الأكبر في صحتهم النفسية ومستقبلهم. اجعلوا من كل خطأ فرصة للتعلّم، ومن كل نجاح مناسبة للاحتفاء.. فأنتم أول من يكتب على صفحات قلوبهم"