نصائح ذهبية للوقاية من التهاب العصب السابع خلال الشتاء ، مع الدكتورة بسمة همام
يُعد التهاب العصب السابع، المعروف أيضًا باسم شلل بيل (Bell's palsy)، واحدًا من أكثر الحالات العصبية شيوعًا التي تؤدي إلى الشلل المؤقت في عضلات أحد جانبي الوجه.
ويحدث هذا الالتهاب عندما يتعرض العصب الوجهي السابع (Facial Nerve) لالتهاب أو انضغاط، مما يؤدي إلى ضعف مفاجئ أو شلل في عضلات الوجه، وقد تكون هذه الحالة مقلقة لأنها تظهر بشكل مفاجئ وبدون إنذار مسبق.
وتزداد حالات التهاب العصب السابع بشكل ملحوظ في فصل الشتاء نتيجة التعرض المفاجئ للبرد، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذه العلاقة وكيفية الوقاية منها.
وفي هذا المقال ، تستعرض الدكتورة بسمة همام أخصائي العلاج الطبيعي أسباب حدوث التهاب العصب السابع وطرق العلاج والوقاية منه خاصة في فصل الشتاء.
وتقول الدكتورة بسمة همام ، إن التهاب العصب السابع من الحالات التي قد تكون مقلقة عند ظهورها بشكل مفاجئ، لكن مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن لمعظم المرضى التعافي بشكل كامل خلال فترة قصيرة ، ولأن التعرض للبرد هو أحد العوامل الرئيسية المحفزة لهذه الحالة، فإن اتباع التدابير الوقائية، خاصة في فصل الشتاء، يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة بها. ،مؤكدة أنه في حالة الشعور بأي ضعف مفاجئ في عضلات الوجه، فمن الضروري استشارة الطبيب في أسرع وقت لضمان العلاج الفوري وتجنب المضاعفات .
ما هو العصب السابع؟
اوتحدثت أخصائي العلاج الطبيعي ، عن العصب السابع موضحة أنه أحد الأعصاب القحفية الاثني عشر، وهو المسؤول عن التحكم في عضلات الوجه التي تمكننا من التعبير عن المشاعر مثل الابتسام أو العبوس، كما يشارك في وظائف أخرى مثل:
تحفيز الغدد اللعابية والدمعية.
التحكم في حاسة التذوق في الثلثين الأماميين من اللسان.
تحريك عضلات الأذن الصغيرة.
وأشارت إلى أنه عند تعرض هذا العصب لأي خلل أو إلتهاب، فإن قدرته على أداء هذه الوظائف تتأثر بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الشلل الوجهي.
أسباب التهاب العصب السابع
وأوضحت الدكتورة بسمة همام ، أن التهاب العصب السابع يحدث نتيجة تورم أو انضغاط العصب داخل القناة العظمية التي يمر من خلالها في الجمجمة ، و من بين الأسباب المحتملة:
العدوى الفيروسية
العديد من حالات التهاب العصب السابع ترتبط بعدوى فيروسية، مثل:
فيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus) الذي يسبب تقرحات الفم.
فيروس الجدري المائي (Varicella-Zoster Virus) الذي يسبب الحزام الناري.
فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا وفيروس إبشتاين بار (Epstein-Barr Virus).
التعرض المفاجئ للبرد
وأكدت أن التعرض المفاجئ لتيارات الهواء الباردة، خاصة في فصل الشتاء، يُعد من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب العصب السابع ، حيث يتسبب البرد في انقباض الأوعية الدموية المغذية للعصب، مما يؤدي إلى نقص التروية الدموية وتورم العصب.
أمراض مناعية
وأضافت ، في بعض الحالات، قد يكون التهاب العصب السابع مرتبطًا باضطرابات مناعية مثل متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barré Syndrome)، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب.
مرض السكر
وكشفت الدكتورة بسمة همام أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بالتهاب العصب السابع بسبب ضعف التروية الدموية والتهاب الأوعية الدموية الصغيرة المغذية للأعصاب.
أعراض التهاب العصب السابع
وأشارت إلى أعراض التهاب العصب السابع الذي قد يظهر بشكل مفاجئ، وعادةً ما تصل إلى ذروتها خلال 48 ساعة. تشمل الأعراض:
شلل أو ضعف مفاجئ في عضلات أحد جانبي الوجه.
صعوبة في إغلاق العين أو تحريك الفم في الجانب المصاب.
سيلان اللعاب نتيجة ضعف التحكم في عضلات الفم.
جفاف الفم أو العين بسبب تأثر الغدد اللعابية والدمعية.
نقص أو فقدان حاسة التذوق في الجزء الأمامي من اللسان.
الألم أو الانزعاج حول الأذن أو الفك في الجانب المصاب.
فرط الحساسية للأصوات (Hyperacusis) بسبب تأثر العضلة المسؤولة عن تخفيف حدة الأصوات.
وأوضحت أن تشخيص التهاب العصب السابع بشكل أساسي على الأعراض السريرية ، حيث يقوم الطبيب بإجراء فحص عصبي للتحقق من مدى ضعف عضلات الوجه ، وفي بعض الحالات، قد يتم اللجوء إلى:
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) لاستبعاد الأسباب الأخرى مثل الأورام أو السكتات الدماغية.
اختبارات كهربية الأعصاب لتقييم مدى تلف العصب.
العلاج الدوائي
أما عن طرق العلاج ، فأوضحت أن هناك علاج دوائي مثل الكورتيكوستيرويدات ، وهي الأدوية الأساسية لعلاج التهاب العصب السابع، حيث تساعد في تقليل التورم والالتهاب ، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للفيروسات ، والتي قد توصف في بعض الحالات، خاصة إذا كان هناك اشتباه في عدوى فيروسية مثل الهربس ، وكذلك مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم حول الأذن أو الفك.
وأشارت إلى ضرورة العناية بالعين ، حيث أن المريض قد يواجه صعوبة في إغلاق عينه في الجانب المصاب، فمن المهم حماية العين من الجفاف والالتهابات عبر:
استخدام الدموع الاصطناعية لترطيب العين.
وضع غطاء العين أثناء النوم لحمايتها.
العلاج الطبيعي
وشددت الدكتورة بسمة همام على أهمية العلاج الطبيعي والذي يساعد في تسريع التعافي واستعادة قوة عضلات الوجه. ويتضمن ذلك:
تمارين الوجه لتحفيز العضلات المتضررة.
التدليك اللطيف لتحسين الدورة الدموية حول العصب.
كما أن وضع كمادات دافئة على الوجه قد يساعد في تخفيف الألم وتحفيز تدفق الدم إلى العصب المتضرر.
وقالت أخصائية العلاج الطبيعي أن مدة التعافي تختلف من شخص لآخر. في معظم الحالات، يتحسن المرضى بشكل ملحوظ خلال 3 إلى 6 أسابيع، وقد يستغرق الشفاء التام بضعة أشهر. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من ضعف دائم في عضلات الوجه إذا كان الضرر شديدًا أو لم يتم علاج الحالة مبكرًا.
الوقاية من التهاب العصب السابع في الشتاء
وقدمت الدكتورة بسمة همام عدد من النصائج للوقاية من التهاب العصب السابع خلال فصل الشتاء، ويُنصح باتباع الإرشادات التالية:
تجنب التعرض المباشر لتيارات الهواء الباردة، خاصة بعد الاستحمام أو أثناء الليل.
ارتداء غطاء للرأس والأذن عند الخروج في الطقس البارد.
تقوية الجهاز المناعي من خلال التغذية الصحية وتناول الفيتامينات اللازمة مثل فيتامين C وفيتامين D.
التحكم في مستويات السكر في الدم لمرضى السكري لتقليل خطر الإصابة بمضاعفات عصبية.
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين الدورة الدموية وتقوية الأعصاب.