النقرس هو نوع من أنواع التهاب المفاصل الناتج عن تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل والأنسجة المحيطة بها.

و يعتبر النقرس من الأمراض الشائعة التي قد تصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، لكنه غالباً ما يحدث في الرجال البالغين.

كما يعتبر هذا المرض مسبباً كبيراً للألم والالتهابات في المفاصل، وتحديداً في إصبع القدم الكبير، ولكنه قد يصيب أيضاً مفاصل أخرى مثل الكاحلين، الركبتين، والمعصمين .

وتقول الدكتورة هبة عليوة، استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة ، إن  النقرس هو حالة طبية تسبب آلاماً شديدة في المفاصل نتيجة لتراكم حمض اليوريك ، ومن خلال العلاج المناسب، يمكن التحكم في الأعراض والحد من النوبات ، وهو ما يتطلب مراقبة النظام الغذائي والتزام بالعلاج الوقائي للحد من تكرار الهجمات.

وتستعرض الدكتورة هبة عليوة، استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة أعراض النقرس وطرق العلاج المختلفة .

وأوضحت الدكتورة هبة عليوة ، أن أعراض النقرس تتراوح من آلام شديدة إلى حالة من التورم والتصلب في المفاصل المصابة ، حيث تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

الألم المفاجئ والشديد، و يحدث غالباً في مفصل واحد، خاصة في الإصبع الكبير للقدم، ويحدث بشكل مفاجئ في أغلب الأحيان أثناء الليل.

التورم ،  تظهر المفاصل المتأثرة بشكل منتفخ ومؤلم.

الاحمرار والحرارة ،  غالباً ما يكون المفصل المصاب دافئاً وحمراء اللون نتيجة للالتهاب.

التصلب،  يصبح المفصل غير قادر على التحرك بشكل طبيعي بسبب الالتهاب.

الحُمىر، في بعض الحالات، قد يعاني المرضى من ارتفاع طفيف في درجة الحرارة.

وأشارت الدكتورة هبة عليوة إلى أسباب الإصابة بمرض النقرس ، والتي تحدث نتيجة زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، وهو مادة ناتجة عن تكسير purines مركبات موجودة في بعض الأطعمة والأدوية  في الجسم ، وعندما ترتفع مستويات حمض اليوريك بشكل مفرط، يمكن أن تتبلور وتترسب في المفاصل، مما يؤدي إلى الالتهاب والألم.

أسباب ارتفاع حمض اليوريك

وأضافت استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة ، أن زيادة إنتاج حمض اليوريك بسبب أن بعض الأشخاص قد ينتجون حمض يوريك بكميات كبيرة بسبب عوامل وراثية أو حالات صحية معينة ، أو  نتيجة انخفاض قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك ، موضحة أن الكلى تلعب دوراً مهماً في التخلص من حمض اليوريك عبر البول، لكن في بعض الحالات لا تستطيع الكلى أداء هذه المهمة بشكل كافٍ.

وأشارت إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالبورينات مثل اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، والمشروبات الكحولية (خاصة البيرة) يمكن أن يزيد من مستويات حمض اليوريك . .

وكشفت الدكتورة هبة عليوة ، أن البدانة أو الوزن الزائد يعزز من تراكم حمض اليوريك في الجسم ، بالإضافة إلى استخدام بعض الأدوية: مثل مدرات البول والعلاج الكيميائي، التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة حمض اليوريك.

طرق العلاج

وقالت الدكتورة هبة عليوة إن علاج النقرس يعتمد على تقليل الألم والالتهاب بالإضافة إلى تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم ، و يشمل العلاج عدة جوانب:

العلاج الدوائي باستخدام مضادات الالتهاب لتخفيف الألم والالتهاب أثناء الهجمات الحادة ، فضلا عن استخدام  أدوية لخفض مستويات حمض اليوريك، تساعد في تقليل إنتاج حمض اليوريك أو تعزيز التخلص منه عبر البول . .

.

وأكدت أن تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي يساهم في علاج النقرس وتقليل أعراضه ، مؤكدة على ضرورة التقليل من الأطعمة الغنية بالبورينات: مثل اللحوم الحمراء، الأسماك الدهنية، والكحول.

هذا بالإضافة إلى زيادة تناول الماء ، حيث يساعد شرب الكثير من الماء على تخفيف مستويات حمض اليوريك ، وفقدان الوزن ، الذي  يساعد في تقليل تراكم حمض اليوريك ، وكذلك التقليل من استهلاك السكر المضاف والمشروبات الغازية.

وقدمت الدكتورة هبة عليوة استشاري أمراض الروماتيزم والمناعة عدد من النصائح لتقليل أعراض النقرس والتخفيف من حدة ألامه ، أهمها :

الراحة ، ففي مرحلة الهجوم الحاد، يجب على المريض الراحة وعدم تحميل المفصل المتأثر.

الثلج ، يمكن وضع كمادات ثلجية على المفصل لتقليل التورم والألم.

رفع الجزء المصاب ، يساعد رفع القدم المصابة في تقليل التورم.

يجب على المريض متابعة الطبيب بشكل دوري لمراقبة مستويات حمض اليوريك في الدم، وضبط العلاج إذا لزم الأمر.

وقالت ، إنه يمكن للمريض الوقابة من أعراض النقرس ، من خلال مراقبة مستويات حمض اليوريك ، ويمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تجنب نوبات النقرس الحادة ، بالإضافة إلى الالتزام بالنظام الغذائي الصحي المتوازن والذي يعد أحد العوامل الأساسية للوقاية من النقرس ، وأيضا الابتعاد عن الكحول