د. حاتم مطر: التقويم الجراحي حلّ فعّال لحالات لا تعالج بالتقويم التقليدي

د. حاتم مطر: التقويم الجراحي حلّ فعّال لحالات لا تعالج بالتقويم التقليدي

في عالم طب الأسنان، غالبًا ما يكون تقويم الأسنان الحل الأول والأكثر شيوعًا لتصحيح العيوب في ترتيب الأسنان والإطباق. لكن، ماذا لو كانت المشكلة أعمق من مجرد ترتيب الأسنان؟

في بعض الحالات، لا يكفي استخدام الأجهزة التقويمية وحدها، لأن الخلل يكمن في العظام نفسها، سواء في الفك العلوي أو السفلي، مما يستدعي تدخلاً جراحيًا دقيقًا يُعرف بـ التقويم الجراحي للفكّين (Orthognathic Surgery).

 

 ما هو التقويم الجراحي للفك؟

التقويم الجراحي هو خطة علاجية متكاملة تشمل مرحلتين أساسيتين:

 

العلاج التقويمي التحضيري (بالجهاز التقويمي)، لتهيئة الأسنان للجراحة.

 

التدخل الجراحي لتعديل موضع عظام الفك العلوي أو السفلي أو كليهما، وفقًا لموضع الخلل.

 

ويُعد هذا النوع من العلاج الحل الأمثل في حالات عدم التناسق الهيكلي للفكين، والتي لا يمكن معالجتها بالأجهزة التقويمية وحدها.

 

أكد الدكتور حاتم مطر، استشاري جراحة الوجه والفكين وتقويم الأسنان، أن التقويم الجراحي للفكّين يُعد أحد الحلول الطبية الفعّالة لعلاج حالات معقدة من اختلالات الفك التي لا يمكن تصحيحها بالتقويم العادي وحده، مشيرًا إلى أن هذا النوع من العلاج يتطلب تنسيقًا مشتركًا بين طبيب الجراحة وطبيب التقويم، ويهدف إلى استعادة توازن الوجه وتحسين وظائف النطق والمضغ والتنفس.

 

وأوضح الدكتور مطر  أن "هناك حالات عديدة نواجهها في العيادة، لا تعود المشكلة فيها إلى الأسنان، بل إلى العظام الفكية نفسها. في مثل هذه الحالات، يكون الحل الأمثل هو الجراحة التقويمية المصحوبة بتقويم الأسنان، للحصول على نتائج صحية ووظيفية وتجميلية متكاملة".

 

وأضاف أن التقويم الجراحي يُستخدم عادة في حالات مثل بروز أو تراجع أحد الفكين، العضة المفتوحة أو المعكوسة، ومشاكل التنفس أو النطق الناتجة عن خلل في موقع الفك العلوي أو السفلي، مشددًا على أن "التشخيص الدقيق هو الخطوة الأهم لتحديد ما إذا كان المريض بحاجة إلى تدخل جراحي أم لا".

 

وأشار إلى أن الخطة العلاجية تمر بثلاث مراحل متكاملة، تبدأ بمرحلة التحضير التقويمي، حيث يتم تعديل وضع الأسنان استعدادًا للجراحة، ثم إجراء العملية الجراحية تحت التخدير العام لإعادة وضع الفكين باستخدام صفائح ومسامير دقيقة، تليها مرحلة التقويم النهائي بعد الجراحة لتثبيت الإطباق وتحسين النتائج.

 

وبيّن الدكتور مطر أن هذا النوع من العمليات أصبح آمنًا بشكل كبير بفضل التطورات الحديثة في تقنيات الجراحة والتخدير، لافتًا إلى أن "مدة التعافي الأولي لا تتجاوز أسبوعين في معظم الحالات، ويمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية تدريجيًا خلال شهر".

 

وأكد أن العديد من المرضى الذين خضعوا للتقويم الجراحي لاحظوا تحسنًا ملحوظًا في شكل الوجه، إلى جانب تحسين الوظائف الأساسية للفم كالبلع والنطق والتنفس، مضيفًا أن "النتائج ليست فقط جمالية، بل علاجية ونفسية أيضًا، حيث يسهم العلاج في تعزيز ثقة المريض بنفسه وتحسين جودة حياته بشكل عام".

 

وعن الفئات العمرية المناسبة للجراحة، أشار إلى أن التدخل الجراحي لا يُجرى إلا بعد اكتمال نمو العظام، وهو ما يحدث غالبًا بعد سن 17 لدى الإناث و19 لدى الذكور، مؤكدًا أن "المتابعة المبكرة للحالة مع طبيب مختص تساعد في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب".

 

وختم الدكتور حاتم مطر تصريحه بالتأكيد على أهمية التوعية الطبية بهذا النوع من العلاج، داعيًا المرضى الذين يعانون من مشاكل وظيفية أو جمالية في الفك إلى عدم التردد في استشارة مختصين، لأن "الانتظار أو الحلول المؤقتة قد تؤدي إلى مضاعفات أكبر مستقبلاً".

مقالات مشابهة

أضف عيادتك الآن مع أفضل أطباء مصر